مشكلة السيارات الجديده التي تحدد مستقبل المانيا

مشكلة السيارات الجديده التي تحدد مستقبل المانيا

كيف يُمكن للسيارات أن تحدد مستقبل ألمانيا؟

 

 

بالنسبة لألمانيا، إنها نهاية حقبة، وخصوصا بعدما ترحت أنجيلا ميركل عن دفة القيادة في البلاد وباعتبارها أكبر اقتصاد في أوروبا.

فهناك بعض التحديات الهائلة التي تنتظرها بدءا من إيجاد حل لعلاقتها المتزايدة التعقيد مع الصين.

وصولاً إلى تغيرات المناخ وأزمة الطاقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية ونتيجة لكل ذلك، كل الأنظار موجهة الآن نحو قادة ألمانيا الجدد.

لمعرفة كيف سيتعاملون مع كافة هذه القضايا ولكن هناك قطاع واحد على الأقل سيكشف لنا عن مستقبل البلاد.

وهو قطاع السيارات.

على مر التاريخ، كان قطاع السيارات قوي جدا في ألمانيا.

فهذا القطاع يعتبر جزءا حيويا من اقتصادها ويحظى بالجزء الأكبر من اهتمام الوزارات المتعقبة على الحكم طيلة العقود الماضية.

ولكن كيف يمكن للقضايا التي تواجهها الشركة الألمانية العريقة في مجال صناعة السيارات اليوم أن تخبرنا عن

مستقبل ألمانيا؟

حسنا، هذا ما سوف نحاول اكتشافه جميعا في مقال اليوم الانحناءات، الانسيابية، الدقة، الجودة.

هي كلها عناصر أساسية في الهندسة الألمانية المتطورة التي وضعت الشركات الألمانية المصنعة للسيارات في قلب الاقتصاد الألماني.

وقد أثبت قطاع صناعة السيارات أيضا أنه مهم جدا لمعرفة مستقبل البلاد منذ السبعينيات.

ارتفعت صادرات السيارات الألمانية، مما رافقه ارتفاع في ثروة ألمانيا وتأثيرها على الاقتصاد العالمي بشكل عام.

يعتبر التصنيع مهم للغاية في البلاد فهو يمثل حوالي 18% من الناتج المحلي الإجمالي وبالطبع يمثل قطاع السيارات جزءا كبيرا جدا من ذلك .

صفحة OlXit

وبالتالي.

 

فهو يعتبر قطاعا مهما لمستقبل ألمانيا ولمستقبل نموذجها الصناعية ومع ذلك، هذا النموذج الصناعي قد يكون تحت التهديد .

فبعد أكثر من نصف قرن من الهيمنة العالمية، أصبحت الشركات الألمانية المتخصصة في صناعة السيارات تلعب الآن دورا مطاردة للركب .

مع العلم بأن ألمانيا لم تفقد مكانتها المهيمنة في قطاع السيارات فقط وإنما فقدت مكانتها في العديد من القطاعات الأخرى في العام 2000.

كانت سبعة من أكثر الشركات قيمة في العالم ألمانية ولكن في العقدين الماضيين، انخفض هذا الرقم إلى ثلاثة فقط.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه حاليا هو ما الذي تقوم به الشركات الألمانية المصنعة للسيارات لإستعادة حصتها في الأسواق العالمية .

وإعادة ألمانيا من جديد لمكانتها المؤثرة في الاقتصاد العالمي ككل حسنا.

سننظر أولا إلى العلاقات الدورية .

للإجابة على ذلك يأتي النصف الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا تقريبا من الصادرات وتشكل السيارة النسبة الأكبر من تلك الصادرات.

ولكن وجهة هذه الصادرات يعتبر أمر بالغ الأهمية أيضاً لأنه من شأن ذلك أن يحدد مستقبل البلاد ومستقبل القطاع أيضا .

منذ العام 2016 كانت الصين هي أكبر شريك تجاري لألمانيا فخلال هذه الفترة ارتفعت المبادرة التجارية بين البلدين .

لتصل إلى مستويات جديدة كليا على عكس ما كانت عليه في العقود السابقة .

ففي العام 1998 على سبيل المثال .

 

بلغت قيمة المبادرة التجارية بين ألمانيا والصين نحو 16 مليار دولار أمريكي فقط.

ولكن هذا الرقم ارتفع ليصل الآن إلى أكثر من 180 مليار دولار .

ومع ذلك هناك مخاوف من أن ألمانيا أصبحت تعتمد بشكل كبير على السوق الصيني على مدار الأعوام الستة عشر الماضية.

كانت أنجيلا ميركل تتودد إلى الصين بسبب العلاقات التجارية بين البلدين.

ولكن هذه الخطوة تحمل في طياتها الكثير من المخاطر وخصوصا في الوقت الراهن في ظل المعركة التجارية الحامية .

الوسيط بين أمريكا والصين فهذا التعلق التجاري بالصين قد يجعل ألمانيا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام معرضة لبعض التهديدات الجيو السياسية والجيو الاقتصادية في السنوات القادمة.

كما أن وضع ألمانيا لكل بياضها في السلة الصينية ليس بالضرورة قرارا حكيما على المدى الطويل.

OlXit علي تويتر

ونتيجة لذلك:

 

هناك شعور قوي الآن بأن هناك حاجة لأعادة معايرة السياسة ألمانيا اتجاه الصين على مختلف الجبهات لذلك يواجه الزعماء الجدد لألمانيا .

نفس التحدي الذي يواجهه قطاع السيارات في البلاد وهو إيجاد حل يسمح بإبقاء أكبر حريف تجاري إلى جانبك

من دون أن ينتهي به الأمر في جيبك الصين تتفوق بالفعل على ألمانيا في أحد الجوانب المهمة في قطاع التصنيع وهو الرقمنة ألمانيا غير مرتبطة ارتباطا وثيقا بالابتكار الرقمية.

وهذا ما سيكون تحديا كبيرا لألمانيا في العديد من المجالات وليس في مجال صناعة السيارات فقط.

وعلى ذكر ذلك.

فالسيارة الألمانية معروفة أكثر بسبب جودتها العالية وجمالية تصميمها وكفاءتها العالية لأن المهارات الرقمية لم تكن مطلوبة بقوة في العقود السابقة.

على عكس العناصر التي ذكرناها آنفا.

ولكن يتعين الآن على الشركات الألمانية تغير ذلك قطاع السيارات .

ليس هو الوحيد الذي يحتاج إلى التحديث في ألمانيا.

فقبل ظهور جائحة كورونا قالت ثلثة الشركات الألمانية أنها مازالت تستخدم أجهزة الفاكس بانتظام .

وأن شركة واحدة فقط من كل ثلاث شركات ألمانية هي التي تملك استراتيجية لرقمية عملياتها .

وعلى ذكر ذلك .

فقبل تسع سنوات فقط أصبحت أنجيلان ميركل موضوع سخرية عندما أشارت إلى الانترنت بنويلاند وهي الكلمة الألمانية.

التي تعني بطبيعة الحال ينبغي على الحكومات الحالية والقادمة التي ستدير الأمور في ألمانيا أن تكون أكثر إلماما بالأمور ذات الصلة بالتكنولوجيا الرقمية .

من تلك التي قادتها أنجيلان ميركل في السنوات الستة عشر الماضية .

فضلاً عن تحويل تلك الخطابات حول الرقمية إلى حقيقة على أرض الواقعة لتعزيز التغيير الحقيقي في هذا البلد.

والذي كان مفقوداً بشدة خلال العقدين الماضيين ومع ذلك هناك تحدي أكبر يمكن أن يحدث أهمية ألمانيا في النظام العالمي.

وهو تغير المناخ وبالتالي قطاع صناعة السيارات في ألمانيا هو صورة مصغرة للكيفية التي تحتاج بها البلاد إلى تغيير جدرى .

ونحن لا نقصد هنا فقط تغييراً طارئاً في السلطة لتجديد الدماء والأفكار والإستراتيجيات والسياسات وإنما تغييراً في مجال صناعة السيارات أيضاً.

وهو ما يعني الحاجة للتخلي عن الوقود الأحفوري وتبني الطاقة الكهربائية.

وبعد ذلك.

تولى أوليفر زيبسا منصب الرئيس التنفيذي لشركة بي أم دابليو في العام 2019 وهو الآن يشرف على أحد أكبر التحولات في تاريخ الشركة وهو الاتزام بتصنيع السيارات التي تعمل بالبطاريات .

ووفقاً له فهو صرح أن هناك الكثير من السيارات الكهربائية في السوق الآن وأن شركة بي أم دابليو في طالعة ذلك.

مشيراً في نفس الوقت إلى أن شركته لا تزال بحاجة لتسريع جهودها لمواكبة الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية.

وترسيخ مكانتها في هذا السوق الكبير المستور لتحسين الأرباح.

بالتأكيد التغيرات المناخية هي من أجبرت الدول والشركات على هذا التحول وتبني الطاقات الصديقة للبيئة.

ولكن المهندسين الألمان ليسوا أول من أدرك ذلك وإنما المهندسين الأمريكيين.

وعلي الرغم من ذلك:

بي أم دابليو كانت أول شركة ألمانية تستثمر في تكنولوجيا السيارات الكهربائية.

إلا أنها تتخلف الآن عن منافسها في سوق السيارات الكهربائية في حين تعتبر الشركات الألمانية الأخرى أبطأ.

ومع ذلك عندما يتعلق الأمر بتعزيز الابتكار فلا تزال البلاد في مراتب متقدمة.

وعلى الرغم أن روح الابتكار لا تزال موجودة في البلاد فسوف يتعين على الحكومات القادمة بدل المزيد من الجهد لدفعها نحو الأمام.

هي شركة ناشئ مقرها في ميونيخ وهي من الناحية الفنية تعتبر شركة مصنعة للسيارات ولكن نهجها يبتعد سنوات ضوئية عن نهج الشركات التقليدية

فهي في الأساس تعمل على تطوير سيارات كهربائية مزودة بالخلايا الشمسية .

وبالتالي.

هذا الأمر يجعل سونو موتورز واحدة من أولى الشركات على مستوى العالم التي تحاول تطوير سيارات تأمن بالطاقة الشمسية.

تم تصميم سيارة سايون التي طورت هذه الشركة لتكون قادرة على العمل كمحطة احتياطية للطاقة أو مشاركة الطاقة مع السيارات الأخرى .

OlXit

مع العلم

أنها تضم كذلك مسبقا برنامجا لمشاركة الرحلات.

وهو البرنامج الذي تعتقد الشركة أنه سيجعلها الشركة المصنعة للسيارات الوحيدة التي يجب أن تبيع عددا أقل من السيارات .

بالتأكيد هذا النهج من شأنه أن يقلب المعايير في مجال صناعة السيارات

ومن شأنه أن ينمو للطريقة الجديدة في التفكير الألماني الشركات الصغيرة .

مثل سونو لديها رؤية لمستقبل أكثر صداقة للبيئة ولكن سياسات ألمانيا قد تجعل مهمة هذه الشركات صعبة التحقيق .

وخصوصا في ظل وجود أحزاب سياسية تملك وجهات نظر مختلفة حول كيفية إدارة التحول المناخي بغض النظر عن التحول للطاقة الكهربائية .

فإن استمرار جهود المبدولة لرقملة مختلف القطاعات ينبغي أن يصاحبه تحسين مهارات القوى العاملة .

ففي ظل تحول المزيد من الشركات الألمانية نحو السيارات الكهربائية سيكون هناك عددا هائلا من الوظائف في قطاع تصنيع البطاريات وسيكون هناك أيضا طلبا كبيرا على المبرمجين.

وهذا في الوقت الذي سيكون فيه انخفاطا في الطلب على المهارات الهندسية التي رأيناها من قبل في ظل النمو الرهيب الذي تشهده الصين .

سيتعين على ألمانيا بكل تأكيد أن تكون أكثر حذرا بشأن ذلك وهذا ما يعني أنه سيتعين عليها محاورة تقوية نفسها.

وأوروبا لتقف على قدمها بدلا من الاعتماد على البلدان الأخرى.

وخصوصا أن الولايات المتحدة الأمريكية تكره فكرة وجود علاقات تجارية متينة تربط بين حلفائها والصين.

وعلى ذكر ذلك

فقد كانت أنجيلا ميركل طيلة فترة رئاستها للحكومة الألمانية حريصة على عدم الحديث عن التحول في استراتيجية الدولة.

ولكن هذا الأمر أصبح لابد منه الآن بالنسبة للرؤساء الجدد عموما يتعين على ألمانيا الآن التصرف بشكل أفضل فهي تملك بالفعل الكثير من الشركات الكبرى .

ولكن هذه الشركات ليست هي من تقود الإبتكار فالإبتكارات تأتي دائما من الشركات الشابة الجديدة التي تدفع التغيير ونادرا ما تنمو هذه الشركات الألمانية الناشئة لتكون قادرة على منافسة الشركات التقنية الكبيرة.

لذلك من دون إجراء تغييرات فإن ألمانيا تخاطر بفقدان القدرة التنافسية في كافة المجالات التي تشكر العامودة الفقارية لاقتصادها العديد من الناس ينظرون إلى كافة هذه التحديات.

التي صلطنا عليها الضوء ويتساءلون عن مستقبل ألمانيا بالتأكيد هذا سيكون تحديا كبير للحكومات الحالية والقادمة التي تقود البلاد لأن الكثير من الناس يعتقدون أن ألمانيا ليست مستعدة حقا .

وأنها ستحتاج إلى تصرف بسرعة في مختلف القطاعات لمواجهة هذه التحديات.

عموما لقد حان الوقت الآن لقول لكم شكرا عن المتابعة ولكن لا تنسوا أيضا مشاركتنا أراءكم.

بشأن ما إذا كانت ألمانيا ستكون قادرة على انعاش اقتصادها وإعادة الهيبة لقطاع السيارات في البلاد من بوابة السيارات الكهربائية أم لا ؟

OlXit 

يمكنك أيضاً قراءة هذا المقال علي أوليكس اي تي:

كيف تحترف الرسم في البيت من الصفر بدون أى خبرة ؟

نظر بدهید

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

بحث

أعلى
Verified by MonsterInsights