فضل الاعتصام بالله وأفضل النصائح لهذا .
فضل الاعتصام بالله
فضل الاعتصام بالله كلام عجيب من أجمل ما يقال .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد ربنا سبحانه يختبر عباده يوميا فمنهم من يثبت ومنهم من لا يثبت وقد علم الله ذلك فقلب قلوبهم حيث شاء
لأنه هو سبحانه مقلب القلوب ألم تسمع كيف كان يحلف النبي صلى الله عليه
وآله وسلم إذا أراد أن يحلف إنه يقول ومقلب القلوب يقول بعض أهل العلم القلوب أسرع تقلبا من القدر
إذا كان يغلي فكيف تتعامل مع الله إذا اختبرك ألم ترى إنسانا في حياتك كان على هداية وصلاح وتدين ثم فجأة انتكس
وأخذ يرتكب حتى الكبائر أنا والله رأيت كثيرا منهم في حياتي هذا ليس من المستغرب
أن ينتكس الإنسان هذا هو الطبيعي هذا هو الأصل.
فضل الاعتصام بالله قال الحسن البصري
لا تعجب لمن هلك كيف هلك العجب ممن نجا كيف نجا فإذا كان الإنسان
استمر على الهداية والصلاة وبر الوالدين وعدم أكل المال المحرم إلى أن مات هذا هو العجيب
أما إذا كان قد انتكس هذا أمر عادي عادي جدا
يقول تعالى
وما أكثر الناس ولو حرست بمؤمنين لاحظ حتى ولو حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم
عليهم فما أكثرهم بمؤمنين وفي كل يوم كل يوم يضل الله عبادا ويهدي عبادا آخرين
إنه يفعل ذلك سبحانه باستمرار في كل يوم وقد نلتحق بهذا النوع وقد نلتحق بالنوع الآخر
قد يحدث هذا في أي لحظة فمن أي النوعين سيكون الواحد منا يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء قد يقول قال إذا كان موضوع الهداية والضلال ليس بيدي إذن سأستسلم وأنتظر
ماذا يحدث لي لأنه ليس بيدي شيء أصلا لا ربنا سبحانه لا يجبر الناس على الضلال
فإن العبد ما دام مقبلا على الله تعالى فإن الله تعالى لا يزال يقبل عليه ويهديه ويعطيه
ولا يتركه أبدا إلا إذا ترك هو طاعة الله فإن ترك العبد طاعة الله فإن الله تعالى سيتركه كما تركه
قال تعالى فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم
لاحظ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم لأنه لا يخل أحد من الذنوب
فإن الصالحين كانوا يخافون من أن يتركهم الله فيضل ولهذا كانوا يخافون
وقد ذكر الله من دعائهم
في سورة آل عمران إنهم كانوا يقولون ربنا لا تزق قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف المعاد فلما رآهم ربهم خائفين تفضل عليهم فتبتهم وأبقاهم
إلى أن توفاهم على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أسأل الله يثبتنا وإياكم جميعا عليها وعلى العمل بها إلى يوم القيامة.
ربنا سبحانه يختبر عبده
في كل يوم هل يثبت أم لا فإن قلت كيف أثبت على طاعة كيف الجواب
إذا أردت من الله أن يثبتك فهناك أمر يجب أن تحرص على أن لا يراه الله في قلبك أبدا
ويوجد أمر آخر يجب أن يراه الله في قلبك لكي يثبتك عند الاختبار
فضل الاعتصام بالله إذن هما أمران
أما الشيء الذي يجب أن لا يوجد في قلبك فهو الأمان والاغترار بالطاعة إذا كان الإنسان قد اغتر بطاعته فهذا والله يخشى عليه
فهو يرى نفسه من أهل الطاعة وأهل المساجد وأصحاب السنن والمستحبات
فأين هو من الزنا أو الخمر أو المعاصي من كان هكذا فهذا يخشى عليه
لأن السبب في وجودك على الطاعة هو فضل الله وتثبيته ليست حسناتك ولا طاعتك هي السبب المفروض أننا جميعا جميعا
لا نطيع الله ولا نفعل الخيرات ولا ندخل الجنة أصلا لولا أن الله قد ثبتنا وهدانا حتى الصحابة
حتى الصحابة المفروض أنهم لا يكونون على خير ولا على طاعة
لولا أن الله تفضل عليهم تفضل على الصحابة فثبتهم قال تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا
طيب حتى الرسول عليه الصلاة والسلام نعم حتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وعلى كل ما عندهم الخير والفضل
لولا أن ثبتناك قال تعالى في آخر الآية إذن لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات.
ولكن الحمد لله أن الله ثبته إذا كان الأمر كذلك فمن أنا ومن أنت حتى نعتمد على أفعالنا وعلى أنفسنا.
بل والله لو وكلنا الله إلى أنفسنا لضللنا وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو ربه .
فيقول يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
فإذا نزعنا هذا الاغترار من قلوبنا بقي أن نزرع.
الأمر الآخر الأمر الآخر الذي يريد الله تعالى أن يراه في قلوبنا.
فضل الاعتصام بالله ما هو؟
إنه الاعتصام اعتصم بالله لكي يثبتك الله الاعتصام هو الاعتماد على الله تعالى بالقلب مع فعل الطاعة بالجسد.
فقلبك معلق بالله أنه هو الذي سينجيك وجسدك أيضا لا يتوقف عن الطاعة والعبادة
وإن اعتصمت بأي شيء آخر سوى الله فلن تعصم .
عهد سيدنا نوح :
عندما حدث الطوفان على عهد نوح عليه السلام نادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين.
قال سآوي إلى الجبل يعصمني من الماء.
ماذا قال له أبوه؟ ماذا قال له نوح؟ قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحمه الله .
على طول حال بينهما الموج فكان من المغرقين.
حكي عن بعض العلماء أنه قال لتلميذه ماذا تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا؟
تلميذ قال أجاهده فقال له معلمه فإن عاد الشيطان قال أجاهده قال فإن عاد قال أجاهده.
قال هذا يا ابني يطول عليك أرأيت إن مررت بقطيع من الغنم فنبح عليك كلبها أو منعك الكلب من العبور ماذا تصنع؟
قال أدافعه وأرده ما استطعت قال هذا يطول عليك يا ابني ولكن استعن بصاحب الغنم وسيكفيك كلبه .
أنت أيضا أخي الكريم استعن بالله وهو سيكفيك أمر الشيطان وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله.
لأن الله تعالى إذا علم صدق اعتصامك به وأنك فعلا تريد الهداية تريد أن تثبت لا تريد أن تدخل النار فإنه سينجيك وسيتفضل عليك بالثبات.
وأما الذي يعتمد على نفسه ويعتمد على طاعاته وعباداته ولا يعتصم بالله هذا لا يثبت.
أنظر إلى يوسف عليه السلام :
لما راودته امرأة العزيز ماذا قال لها هل قال لها أنا أفعل الفاحشة بك أنا أنا نبي ابن نبي ابن نبي تراوديني .
لا لا والله .
ما قال ذلك وإنما اعتصم بالله مباشرة فقال معاذ الله على طول قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي .
إنه لا يفلح الظالمون ولهذا امرأة العزيز بعد ذلك ماذا قالت عنه قالت ولقد راودته عن نفسه فاستعصم.
إذن كلما دخلت مكانا تخاف فيه على نفسك من الفتنة فاعتصم بالله قل له يا ربي إني لن أنجو إلا إذا أنجيتني أنت.
ولن أثبت إلا إذا ثبتتني أنت فاللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك.
لا تنظر إلى نفسك أنك من المقربين بل قل له لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
قل له ربي إلا تغفر لي وترحمني أكم من الخاسرين.
عندها سيأخذ بيدك وسيصطفيك عنده من عباده المخلصين والحمد لله رب العالمين
يمكنك قراءة هذا المقال أيضا علي اوليكس اي تي:
إذا أردت أن يدعو لى الملائكة كيف افعل ذلك
